أسس ابن الجزار القيرواني "مدرسة طبية" فتتلمذ عليه عديد الأطباء منهم الطبيب الأندلسي عمر بن حفص بن بريق. وقد مكث هذا الطبيب عند ابن الجزار مدة ستة أشهر، ثم رجع إلى الأندلس حاملا معه نسخة من كتاب ابن الجزار المشهور "زاد المسافر وقوت الحاضر" ويتكون هذا الكتاب من جزأين يحتويان على سبع مقالات، تختصُّ في معالجة أمراض الكبد، والكُلَى، وأمراض الجلد، وأعضاء التناسل، والحِميات، وأذى السموم، كما أنه تعمق في علم صناعة الأدوية؛ وتحدَّث عن تركيب عدد من الأدوية وعن كيفية استعمالها، فيبحث عن المرض ويأتي على اسمه العربي أو باسمه المتداول، ثم يذكر المرض وأسبابه وأوصافه ومواد العلاج، وكيفية تركيبها وكمياتها واستعمالها.
توجد منه نسخ في مكتبات العالم شرقا وغربا وترجم نظرا لأهميته إلى لغات عديدة، حيث ترجم إلى اللاتينية من طرف قسنطين الإفريقي، منذ بداية القرن 11 م، متناسيا عمدا اسم المؤلف ونسب الكتاب لنفسه. كما ترجمه إلى اليونانية أولا سبتميوس، ثم ترجمه إليها ثانية قسطنطينوس ريجنيوس. ونقله إلى اللغة العبرية طبيب من يهود الأندلس هو موسى بن طيّبون
ويقول المستشرق الألماني أولمان:
«وهو الكتاب الذي تمتع بشهرة كبيرة في الشرق والغرب، والغريب أنه -الكتاب بالنص العربي- غير محقق بعد ... وكان قد أعد ليكون كتيبا ملازما للمسافر يستعمله عند وقوعه في الأمراض وعدم وجود طبيب».
لذلك تولى المجمع التونسي "بيت الحكمة" إصداره سنة ١٩٩٩ بتحقيق الدكتور محمد الحبيب الهيلة.
بإمكانك اقتناء النسخة المترجمة من الكتاب عبر الرابط أسفله: