ابن البيطار كبير علماء النبات من الأندلس



 كبير العلماء الأطباء، ومن المختصين البارعين بعلم الأعشاب والنَّبَات. رحل في طلب هذا العلم حتى أجاده وأتقنه. فكان أوحد زَمَانه وعلامة وقته في معرفة النبات ومواضع نَبَاته وتحقيقه، ونعت أَسْمَائِه.

  من هو ابن البيطار؟

 هو ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن البيطار المالقي الأندلسي. من كبار علماء النبات والأعشاب والطب في النصف الأول من القرن (8هـ = 13م) وُلِد ابن البيطار في مدينة مالقة في الأندلس سنة خمس وسبعين وخمسمائة. (575هـ = 1179م).


مسيرته:

 اتصف ابن البيطار بالذكاء والخبرة واتساع المعرفة بعلم النبات والأعشاب، حيث درس في إشبيلية أنواع النباتات والأعشاب على أبي العباس النباتي وعلى كثير من العلماء. وقام برحلة علمية في أقطار شمالي افريقية من المغرب إلى مصر، بهدف حصر أنواع الأعشاب والنباتات الطبية المختلفة، والتقاء الأطباء وعلماء النبات. وواصل رحلته إلى سوريا وبلاد الروم واليونان. فلقي خلال هذه الرحلة كثيرًا من الأطباء وعلماء النبات والأعشاب الذين أخذ عَنْهُم معرفَة أنواع نَبَات كثير، وعاينه فِي موَاضع نباته. واستغرقت هذه الرحلة من حياته أكثر من ثلاثين عامًا، مكنته من هذا العلم، وأكسبته شهرة ومكانة مرموقة. وعرف ابن البيطار بإتقانه دراية كتاب الطبيب الإغريقي ديوسقوريدس في الحشائش والأدوية. اتصل بالْملك الْكَامِل مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب وَكَانَ يعْتَمد عَلَيْهِ فِي الْأَدْوِيَة المفردة والحشائش. وَجعله فِي الديار المصرية رَئِيسا على سَائِر العشابين. وَلم يزل فِي خدمته إِلَى أَن توفّي الْملك الْكَامِل. فخدم من بعده ابنه الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب.


أبرز مؤلفات ابن البيطار:

استخدمت كتب ابن البيطار في تكوين أول معشبة نباتية، وأول صيدلية إنجليزية أعدتها كلية الطب في عهد الملك جيمس الأول، كما يُعد كتابه الأدوية المفردة أحد أسس تكوين علم العقاقير الحديث. فقد ترك عددًا من المصنفات العلمية في الأعشاب والأدوية، منها:

الجامع لمفردات الأدوية والأغذية: يعد من أهم المراجع في النباتات الطبية، استقصى فِيهِ ذكر الْأَدْوِيَة المفردة وأسمائها وتحريرها ومنافعها، وَبَين الصَّحِيح مِنْهَا وَمَا وَقع الِاشْتِبَاه فِيهِ، فضم ألفا وأربعمائة 1400 مادة معظمها من النباتات والخضروات، من بينها 200 نوع من النباتات لم تدرس من قبل. وَلم يُوجد فِي الْأَدْوِيَة المفردة كتاب أجل وَلَا أَجود مِنْهُ، إذ مثل ثمرة أعمال قرابة 150 من المؤلفين معظمهم من العرب. ما جعله يحظى باهتمام دارسي النبات حتى القرن السادس عشر، وكان قد صنفه للْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب بن الْملك الْكَامِل. وتم ترجمته إلى اللاتينية وطبع بها عام ثمانية وخمسين سبعمائة وألف 1758م. كما ترجم إلى الألمانية من قبل فون زونتهايمر، ونشر في شتوتغارت أعوام أربعين ثمانمائة وألف، اثنين وأربعين ثمانمائة وألف 1840 ـ 1842. كما ترجم أيضا إلى اللغة الفرنسية. لابن البيطار أيضا:

المغني في الأدوية المفردة: يمثل موسوعة من عشرين فصلا جرى فيها ترتيب الأعشاب الطبية بحسب دورها الدوائي، وصنفت فيها النباتات بحسب الأعضاء الجسمية التي توصف النباتات لعلاجها، وورد فيها ذكر النباتات باللغات العربية واليونانية واللاتينية، ما سهل على الباحثين العجم الاستفادة منه.

"إنّ أعمال القدماء غير كافية و غامضة من أجل تقديمها للطلاب ، لذلك يجب أن تصحّح و تكمّل حتى يستفيدوا منها أكثر ما يمكن" ابن البيطار

وله من المصنفات كذلك:

ميزان الطبيب

شرح أدوية كتاب ديوسقوريدس

كتاب الْإِبَانَة والإعلام بِمَا فِي الْمِنْهَاج من الْخلَل والأوهام.

كتاب الْأَفْعَال الغريبة والخواص العجيبة.


وفاته:

تُوفِّى ابن البيطار في دمشق سنة 646 هجري، 1248 ميلادي في الخمسين من عمره، بسبب تسرب السم إليه أثناء اختباراته وأبحاثه حول نبتة حاول صنع دواء منها.


شهادات في حقه:

يقول ابن أبي أصيبعة:

"فكنت آخذ من غزارة علمه ودرايته شيئا كثيرا. وكان لا يذكر دواء إلا ويعين في أي مكان هو من كتاب ديسقوريدس وجالينوس، وفي أي عدد هو من الأدوية المذكورة في تلك المقالة".

ماكس مايرهوف:

"إنه أعظم كاتب عربي ظهر في علم النبات"


شاهد الحلقة على يوتيوب 


 

ABDS

إرسال تعليق

أحدث أقدم
Update cookies preferences