ابن وافد عالم الأدوية الذي حمل مبدأ "الغذاء قبل الدواء"
زاوج بين العلم والسياسة واختص بالنبات والعلاج والصيدلة، واعتنى عناية خاصة بالأدوية المفردة وحمل مبدأ الغذاء قبل الدواء.
من هو ابن وافد؟
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الطّليطليّ اللَّخْميّ الأندلسي. الوزير أبو المطرِّف المشهور بابن وافد.
مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. رحل الى قرطبة، فلقي بها ابا القاسم خلف بن عباس الزهراوي، واخذ عنه علم الطب. عَنى عناية بَالِغَة بِقِرَاءَة كتب جالينوس وتفهمها ومطالعة كتب أرسطوطاليس وَغَيره من الفلاسفة. وتمهر بِعلم الْأَدْوِيَة المفردة حَتَّى ضبط مِنْهَا مَا لم يضبطه أحد فِي عصره.
مسيرته:
وكانَ لَا يرى التَّدَاوِي بالأدوية مَا أمكن التَّدَاوِي بالأغذية، أَو مَا كَانَ قَرِيبا مِنْهَا، فَإِذا دعت الضَّرُورَة إِلَى الْأَدْوِيَة، فَلَا يرى التَّدَاوِي بمركبها مَا أمكن التَّدَاوِي بمفردها، أما عند وجود ضرورة التداوي بالأدوية المركبة فإنه كان يحث على عدم الإكثار والاقتصار على الْأَقَل مَا أمكن ذلك. وَله نَوَادِر مَحْفُوظَة وغرائب مَشْهُورَة فِي الْإِبْرَاء من الْعِلَل الصعبة والأمراض المخوفة بأيسر العلاج. إضافة إلى أنه كان عارفا بالفلاحة وبوجوهها وله فيها تصنيف مُفِيد. طبع في مدينة فاس عام ١٣٥٨ هـ ـ ١٩٣٩م) وَهُوَ الَّذِي تولى غرس جنَّة المامون ابْن ذِي النُّون الشهيرة بطليطلة. وقد عثر الدكتور خوسيه ماريا بيكروسا، الأستاذ في جامعة برشلونة عام ١٩٤٣، على مخطوط دون باللغة الإسبانية، محفوظ بالمكتبة الوطنية بمدريد، وهو يضم كتابين في علم الفلاحة، منقولين عن اللغة العربية، أحدهما لابن وافد، والثاني لعالم طليطلي آخر
وفي عام ١٩٤٥م نشر الأستاذ غارسيا غومز مقالاً في مجلة الأندلس، أعلن فيه أنه عثر على النص العربي لكتاب ابن وافد، إلا أن المخطوط كان مضطرب الترتيب ومليئا بالأخطاء.
وله كتاب في العلاج بالحمامات والينابيع الطبيعية والعقاقير النباتية المفردة ترجم إلى اللغة اللاتينية بعنوان “De balneis”
من تآليفه:
ألف كتابا لَا نَظِير لَهُ جمع فِيهِ مَا تضمن كتاب ديسقوريدس وَكتاب جالينوس فِي الْأَدْوِيَة المفردة، ورتبه أحسن تَرْتِيب. إذ عنى جمعه وترتيبه وَتَصْحِيح مَا تضمن من أَسمَاء الْأَدْوِيَة وصفاتها وتَفْصِيل قواها وتحديد درجاتها نَحو عشْرين سنة. حَتَّى انتهى منه مُوَافقا لغرضه وَتمّ مطابقا لبغيته. وازدهر هذا الكتاب في أوروبا، وكان من أهم المراجع في موضوعه إلى ما بعد القرون الوسطى. حيث ترجم إلى لغات عدة: اللاتينية والعبرية. وإلى اللغة الكتالونية بعنوان “كتاب العقاقير المفردة". لكن أصله العربي ما يزال مفقودا.
كتاب الوساد في الطب تناول ابن وافد في كتابه الوساد في الطب؛ سائر الأدوية المعروفة في زمنه والتي يُستعان بها العلاج بعض الحالات المرضية مثل التورم والبثور وتقرحات الجلد بالإضافة إلى الشلل والكزاز فضلًا عن الدوار.
وله أيضًا: كتاب الرّشاد فِي الطِّب
وكتاب: تدقيق النّظر فِي عِلَل حَاسَّةِ الْبَصَرْ
ومجرَّبات الطّب
كتاب المغيث
وكانت وفاته سنة ٤٦٠ سِتِّينَ واربعمائة لعشر بقين من رمضان.